هل الله موجود حقاً؟ هل هناك أي دليل عن وجود الله؟هذا السؤال مشوقة جداً و يجذب الكثير من الجدل في أوساط الملحدين ، العلمانين ، المسلمين ، المسيحيين و كل الأديان. الاحصائيات تدل بأن نسبة ٥٣ بالمائة من الناس في العالم يؤمنون بوجود الله. المسيحية تتبع الإيمان الأول بدون تغيير كما سلمه تلاميذ يسوع المسيح (الحواريون) بأن الله واحد، وهو كلي القدرة ضابط الكل الذي هو أصل كل شيء، لا بداية له ولا نهاية زمانياً أو مكانياً، وهو خالق السماوات والأرض وخالق كل نفس. والله حسب العقيدة المسيحية ظاهر في ثلاثة أقانيم، أو صور، كلها مشتركة في الطبيعة الإلهية الواحدة، موجودة منذ الأزل وإلى الأبد، وتشترك في كل الصفات الإلهية، وهذه الأقانيم تتمثل في الآب الذي لم يره أحد قط ولا يستطيع إنسان أن ينظره، والكلمة، وهو الله المتجسد من أجل رسالة الفداء التي يؤمن بها المسيحيون والموجود منذ البدء والذي به خلق كل شيء كما يبدأ نص إنجيل يوحنا، وروح الله القدس، وهو المعزي الذي وعد يسوع أنه سيرسله للمؤمنين به قبل صعوده حسب الإيمان المسيحي، وهو روح الله الذي يسكن في داخل المسيحي المؤمن، مبكتًا إياه على ذنوبه، ومعطيه القوة للتغلب على الطبيعة البشرية المحبة للشهوات الجسدية. يؤمن المسيحيون بالله، لكن نظرتهم له تختلف عن الإسلام إذ يؤمنون أن الله واحد في ثلاثة أقانيم. الثالوث الأقدس هو مصطلح مسيحي يشير للأقانيم الثلاثة: الآب والابن والروح القدس وكلهم عبارة عن ثلاث خواص أساسية (أقانيم) لإله واحد ورب واحد، ويظهر ذلك جلياُ في الكتاب المقدس في سفر التكوين وأيضًا في إنجيل يوحنا (يوحنا ١٦:٢٥، يوحنا ١:١-١٨ ، ١ ٥:٧). ومن صفات الله في المسيحية: محب وحكيم وقدوس وعادل ورحيم ورؤوف والرّب.ملاحظة: أن الأسماء المستخدمة في الديانة اليهودية لها إعتبار في التقليد المسيحي.هل الله موجود حقاً؟الجواب: اثبات وجود الله لا يمكن اثباته او عدم اثباته. يقول الكتاب المقدس إنه علينا أن نقبل حقيقة وجود الله بالايمان. "فمن المستحيل ارضاء الله بدون ايمان، اذ ان من يتقرب الي الله لا بد له أن يؤمن بأنه موجود وبأنه يكافيء الذين يسعون اليه" (عبرانيين ٦:١١). اذا اراد الله، فانه بامكانه الظهور و الاثبات للعالم كله بأنه موجود. ولكنه ان فعل ذلك لن يكون هناك احتياج للايمان. "فقال له يسوع الأنك رأيتني أمنت؟ طوبي للذين يؤمنون دون أن يروا" (يوحنا ٢٩:٢٠).هذا لا يعني أن لا توجد دلائل تثبت أن الله موجود، فالكتاب المقدس يعلن "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه، بذلك تتحادث الأيام أبلغ حديث، وتتخاطب به الليالي. لا يصدر عنها كلام، لكن صوتها يسمع واضحا، انطلق صوتهم الي الأرض كلها، وكلامهم الي أقاصي العالم" (مزمور ١٩: ١-٤). بالنظر الي النجوم، او فهم اتساع حدود الكون، او دراسة عجائب الطبيعة، أو مجرد رؤية غروب الشمس – نجد أن لدينا دلائل تشير الي الله الخالق. وان كانت كل هذة الدلائل غير كافية، هناك ايضا دلائل في قلوبنا. يقول الكتاب المقدس في جامعة ١١:٣ "اذ صنع كل شيء حسنا في حينه وغرس الأبدية في قلوب البشر..." هناك شيئا عميقا في كياننا يدرك إن هناك شيء آخر بعد هذه الحياة وخلف خليقة هذا العالم كله. يمكننا ان ننكر هذة المعرفة بعقولنا ولكن وجود الله فينا مازال يوجد. وبرغم ذلك كله يحذرنا الكتاب المقدس ان بعض الناس سينكرون وجود الله، "قال الجاهل في قلبه، لا يوجد اله" (مزمور ١:١٤). وحيث أن الناس علي مر العصور، من جميع الحضارات والبلدان و القارات المختلفة مازالوا يؤمنون بوجود الله بشكل أو بأخر – لا بد من وجود شيء ما أو شخصا ما مسئول عن هذا الاعتقاد الراسخ.هل هناك أي دليل عن وجود الله؟الجواب: هناك ايضا نظريات علمية تثبت وجود الله بالأضافة الي النظريات الكتابية التي.النظرية الأولي: النظرية المنطقية وهي النظرية الأكثر شيوعا التي تستخدم مبدأ تعريف الله لإثبات وجوده. وتعرف هذه النظرية الله بأنه "ذاك المدرك الذي يفوق في العظمة اي شيء آخر". حيث أن الموجود أعظم من غير الموجود. اذا فأن أعظم كائن مدرك لابد أن يكون موجود. ان كان الله غير موجود فأنه لن يعتبر أنه أعظم كائن مدرك – وهذا يناقض تعريف الله السابق.النظرية الثانية: النظرية التطبيقية وهي نظرية مبنية علي المبدأ: ان حيث إنه من الواضح أن الكون مبني علي نظام معقد وعجيب، لابد أن يكون هناك مهندس الهي. فمثلا، أن كان موقع الكرة الأرضية بضعة كيلومترات أقرب أو أبعد من الشمس، فلن تكون المكان المناسب للحياة الموجودة عليها. وأن كانت العناصر الجوية مختلفة ولو بمجرد كسور، لمات كل شيء موجود علي الأرض.النظرية الثالثة: النظرية الكونية و هي: لكل مسبب، سبب خلفه. الكون وكل مافيه هو مسبب و عليه لابد أن يكون هناك سبب لوجود كل الأشياء. أيضا لا بد أن يكون هناك شيء "غير مسبب" موجود وهذا الشيء هو السبب في وجود جميع الأشياء. هذا الشيء "الغير مسبب" هو الله.النظرية الرابعة: النظرية الأخلاقية وفيها أن كل من بلاد العالم خلال التاريخ كان له نظام قانوني معين. كل منا لديه معرفة بالحق والباطل. القتل، السرقة، الكذب، الغش كلها صفات غير أخلاقية متفق عليها في جميع البلاد. من أين أتت هذه المعرفة بالحق والباطل ان لم تكن من الله القدوس؟وبرغم كل هذا، يقول لنا الكتاب المقدس أن الناس سيرفضون معرفة الله الواضحة والصريحة وسيقبلون الضلال. رومية ٢٥:١ يعلن، "اذ قد استبدلوا بحق الله ما هو باطل، فاتقوا المخلوق وعبدوه بدل الخالق، المبارك الي الأبد، أمين!". وكذلك يعلن الكتاب المقدس أنه لا يوجد عذر للانسان الذي لا يؤمن بالله، "فان ما لا يري من أمور الله، أي قدرته الأزلية وألوهته، ظاهر للعيان منذ خلق العالم، اذ تدركه العقول من خلال المخلوقات. حتي ان الناس باتوا بلا عذر" (روميه ٢٠:١).بعض الناس يدعوا انهم لا يؤمنون بالله لأنه شيء "غير علمي" أو "لأنه لا يوجد اثبات". ولكن الحقيقة أن الناس يدركون أنهم حالما يعترفون بوجود الله يصبحون مسئولون أمامه وفي احتياج الي غفرانه (رومية ٢٣:٣ و ٢٣:٦). ان كان الله موجود اذا نحن مسئولون عن افعالنا أمامه. ان كان الله غير موجود فأنه يمكننا أن نفعل أي شيء نريده من غير أن نهتم بالحساب مع الله. أنا اعتقد أن هذا هو السبب الأساسي للايمان بنظرية التطور – اذ ان من خلال الايمان بهذه النظرية لا يحتاج الانسان أن يؤمن بالله الخالق. الله موجود والجميع يعلمون هذه الحقيقة. وبمحاولة اثبات عدم وجوده بمنتهي العنف فهذا الفعل في حد ذاته يثبت وجوده.اسمح لي بالقاء فكرة أو نظرية أخيرة تثبت وجود الله، كيف أعرف ان الله موجود؟ أنا أعلم أنه موجود لأني أتحدث معه كل يوم. ربما لا أسمع صوته بأذني ولكن أشعر بحضوره، أدرك قيادته لحياتي، أعلم بحبه، و أطلب نعمته. هناك أحداث معينة حدثت في حياتي لا يوجد لها أي تفسير أخر غير وجود الله. بطريقة معجزية أنقذ الله حياتي و خلصني وغير مجري حياتي وأنا لا أملك الا أن أعترف بوجوده وأحمده. كل هذه النظريات لا يمكنها أن تقنع أي شخص قد قرر أن ينكر ما هو واضح للعيان. في النهاية، لابد أن يقبل وجود الله بالايمان (عبرانيين ٦:١١).